هل سبق أن استقبلت على هاتفك المحمول رسالة نصية غريبة تبدأ باسم لا يمت لاسمك بصلة، في موقف لم تعهده من قبل؟ ربما دفعتك غرابتها إلى الرد بعبارة مقتضبة "رقم خاطئ"، لكن بدلًا من أن ينتهي الأمر عند هذا الحد، يبدي المرسل فجأة رغبة ملحة في محادثة ودية، مُظهرًا فضولًا مُبالغًا فيه وإصرارًا غريبًا؟.. إذا كان الأمر كذلك، فأنت على الأرجح أمام محاولة احتيال مُحكمة.
تحذر شركة الأمن السيبراني "مكافي" من أن نسبة صادمة تصل إلى 25% من الأمريكيين قد تلقوا بالفعل هذه الرسائل المريبة. هذه الخدعة ليست وليدة اللحظة، بل بدأت في اكتساب زخم ملحوظ منذ عام 2022، لكن الجديد في الأمر هو التطور الملحوظ في أساليبها وتكتيكاتها الحالية، كما ورد في تقرير لشبكة "CNBC".
تُعرف هذه العمليات الاحتيالية باسم "ذبح الخنازير" (pig butchering)، ورغم بشاعة التسمية، إلا أنها تصف بدقة كيف يقوم المحتالون بـ "تغذية ضحاياهم نفسيًا وعاطفيًا" على مدار فترة زمنية قبل "ذبحهم" ماليًا، أي تجريدهم من أموالهم بطرق احتيالية مُتقنة.
تعمل هذه العمليات المشينة على غرار عمليات الاحتيال العاطفي طويلة الأمد؛ حيث ينتحل المحتال شخصية ثرية وناجحة، ويُظهر إعجابه بالضحية بشكل مفاجئ. ومع مرور الوقت، يبدأ في بناء الثقة تدريجيًا، وغالبًا ما يوجه مسار المحادثة بحذر نحو فرص استثمارية زائفة في العملات المشفرة أو مشاريع خيالية تبدو للوهلة الأولى مغرية للغاية.
وقد حذر خبراء لشبكة "CNBC" من أن الصعود المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي يُعزز هذه العمليات الاحتيالية بشكل كبير. فالذكاء الاصطناعي يُمكّن المحتالين من صياغة رسائل تبدو شخصية ومقنعة بشكل أكبر، ويُسهّل عليهم تعديل النصوص ببراعة فائقة لتبدو وكأنها صادرة عن شخص حقيقي بالفعل، وهو ما تُظهره الأرقام بوضوح.
ففي عام 2024 وحده، كلفت عمليات الاحتيال عبر الرسائل النصية الأمريكيين مبلغًا فلكيًا قدره 470 مليون دولار، وذلك وفقًا لبيانات لجنة التجارة الفيدرالية. هذا الرقم المذهل يمثل خمسة أضعاف المبلغ الذي تم تسجيله في عام 2020، مما يُشير إلى التنامي الخطير لهذه الظاهرة.
والحقيقة الأكثر قتامة وراء هذه العمليات الاحتيالية هي أن العديد منها يُدار بواسطة نظام عمل قسري مُمنهج. فغالبًا ما تقف خلف هذه الرسائل شبكات واسعة النطاق تتمركز في مناطق جنوب شرق آسيا، حيث يُستدرج العمال من مختلف أنحاء المنطقة بوعود كاذبة بوظائف مشروعة. وبمجرد وصولهم إلى وجهتهم، يُجبرون تحت المراقبة والتهديدات المستمرة على إدارة عمليات الاحتيال هذه، ليجدوا أنفسهم عالقين في ورش عمل رقمية استغلالية.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ليس جميع المشاركين في هذه العمليات الاحتيالية هم ضحايا. فبعض هذه العمليات تُدار من قِبل مجموعات مراهنات مشبوهة عبر الإنترنت، ويقودها أفراد على دراية كاملة بطبيعة أفعالهم وعواقبها.
تُعتبر أبسط وأكثر الطرق فعالية للحماية من الوقوع ضحية لهذه العمليات الاحتيالية عبر الرسائل النصية هي تجاهلها تمامًا وعدم الرد عليها بأي شكل من الأشكال. فإذا كانت الرسالة تبدأ باسم خاطئ أو وردت من رقم يحمل رمز منطقة غير مألوف، فلا يوجد أي داعٍ للتفاعل معها أو محاولة تصحيح ما بها أو مجاراة مرسلها. الحل الأمثل يكمن في حظر الرقم الذي أرسل الرسالة على الفور.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق