"ميتا" في قفص الاتهام: عطل في نموذج إلغاء الاشتراك يُغضب المستخدمين!

 

"ميتا" في قفص الاتهام: عطل في نموذج إلغاء الاشتراك يُغضب المستخدمين!


في خضم سعيها الحثيث نحو تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، تجد شركة "ميتا"، الشركة الأم لمنصتي "فيسبوك" و"إنستغرام" الاجتماعيتين العملاقتين، نفسها في مرمى نيران الانتقادات اللاذعة من قبل قاعدة مستخدميها المتزايدة الغضب. السبب؟ يبدو أن الوعد الذي قطعته الشركة بتمكين المستخدمين من "إلغاء الاشتراك" في عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الشخصية، لا يتماشى مع الواقع الفعلي.


ففي خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط التقنية وبين المستخدمين على حد سواء، أعلنت "ميتا" مؤخرًا عن عزمها استغلال الصور والمحتوى الذي يتم تداوله عبر منصاتها كوقود لتغذية وتطوير تقنياتها الذكية.


وعلى الرغم من إتاحة خيار الاعتراض للمستخدمين الذين لا يرغبون في أن تكون بياناتهم جزءًا من هذه العملية التدريبية، إلا أن سيلًا متزايدًا من التقارير يشير إلى وجود عطل أو خلل جوهري في النموذج الإلكتروني المخصص لتلقي هذه الاعتراضات، وذلك حسب ما ورد في تقرير نشره موقع "digitaltrends".


بداية القصة.. إشعار يثير الاستياء


كشف الناشر الأميركي المعروف "نيت هاك"، مؤسس شركة Travel Lemming المتخصصة في السفر، عن تلقيه إشعارًا من "ميتا" يفيد بنيتها استخدام منشوراته ومحتواه الشخصي في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، دون تقديم أي حوافز أو تعويض مادي مقابل ذلك.


لكن الصدمة الحقيقية كانت عندما اكتشف هاك أن الرابط المرفق في البريد الإلكتروني، والذي يفترض أن يقود إلى "نموذج الاعتراض"، كان معطلاً تمامًا ولا يعمل على الإطلاق.


وما زاد الطين بلة بالنسبة لهاك، هو الرد الذي تلقاه من "ميتا" بعد محاولاته المتكررة لإلغاء الاشتراك، حيث جاء الرد مقتضبًا ومفاده أن الشركة "لا تستطيع اتخاذ أي إجراء آخر"، وهو ما اعتبره تجاهلًا صريحًا لرغبة المستخدمين وتعديًا على خصوصيتهم.


سجل حافل بجمع البيانات


تجدر الإشارة إلى أن هذه الممارسات ليست وليدة اللحظة بالنسبة لـ "ميتا". ففي عام 2018، أقرت الشركة – التي كانت تُعرف آنذاك باسم "فيسبوك" – بأنها استخدمت بالفعل ملايين الصور التي تم جمعها من منصة "إنستغرام" لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، حتى قبل ظهور نماذج "لاما" أو "Meta AI" الحالية إلى النور.


ويبدو اليوم، ومع التنامي المتسارع لأهمية الذكاء الاصطناعي في صميم أعمال الشركة وخططها المستقبلية، أن "ميتا" مصممة على جمع المزيد والمزيد من البيانات بهدف تعزيز وتقوية أنظمتها الذكية، حتى لو استلزم ذلك تجاوز اعتراضات المستخدمين أو التحايل بطريقة ما على حدود خصوصيتهم.


أوروبا ليست استثناءً


على الرغم من إعلان "ميتا" في شهر يونيو الماضي عن تعليق استخدام بيانات المستخدمين داخل دول الاتحاد الأوروبي لغايات تدريب الذكاء الاصطناعي، سرعان ما تراجعت الشركة عن هذا القرار وأعلنت لاحقًا عن عزمها استئناف جمع محتوى المستخدمين في أوروبا والمملكة المتحدة مجددًا. وقد بررت "ميتا" هذا التحول بأنه "نهج تتبعه كبرى شركات التقنية الأخرى مثل غوغل وOpenAI".


وقد أكدت الشركة في بيان رسمي نشرته أنها ستقوم بإرسال إشعارات داخل تطبيقاتها وبرسائل البريد الإلكتروني تتضمن رابطًا لنموذج الاعتراض، والذي وصفته بأنه "سهل الوصول إليه ومكتوب بلغة واضحة ومبسطة". لكن الواقع، كما يشهد العديد من المستخدمين المتضررين، يبدو مختلفًا تمامًا عن هذه الوعود.


خلل تقني أم سياسة مُمنهجة؟


أثارت ردود الفعل الغاضبة التي أعقبت منشور نيت هاك على مختلف منصات التواصل الاجتماعي موجة من التساؤلات والشكوك. فقد شارك العديد من المستخدمين تجارب مماثلة، مما يطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان العطل الذي يشوب نموذج الاعتراض مجرد خلل تقني عابر، أم أنه جزء من سياسة أوسع تهدف إلى التحايل على اعتراضات المستخدمين وتجاهل رغباتهم في الحفاظ على خصوصية بياناتهم.


ومع التوسع في قدرات الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على حياتنا، يبدو أن الصراع الأزلي بين الخصوصية والتكنولوجيا يدخل مرحلة جديدة وحاسمة، عنوانها الأبرز: هل لا يزال بإمكاننا التحكم في بياناتنا الرقمية في هذا العصر؟


 تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق