مع التغلغل المتزايد للذكاء الاصطناعي في شتى مناحي حياتنا، تتكشف معه إمكانيات هائلة، لكنها تحمل في طياتها أيضًا تحديات ومخاطر لا يُستهان بها.
تبرز القدرة المذهلة للذكاء الاصطناعي على توليد نسخ طبق الأصل شديدة الواقعية، بدءًا من بطاقات الهوية وصولًا إلى الوثائق الرسمية، كأحد أبرز الأمثلة على كيفية استغلال هذه التقنيات المتطورة من قِبل أصحاب النوايا السيئة.
وفي واقعة حديثة، استعرض باحث بولندي يُدعى بوريس موسييلاك مدى سهولة إساءة استخدام هذه التقنية، حيث تمكن باستخدام نموذج "GPT-4o" المتطور ضمن "شات جي بي تي" من ابتكار جواز سفر مزيف يتمتع بمستوى عالٍ من المصداقية في غضون دقائق معدودة، وفقًا لتقارير متعددة.
المثير للقلق أن هذه الوثيقة المصطنعة بدت حقيقية لدرجة أنها اجتازت بسهولة معظم أنظمة "اعرف عميلك" الآلية، وهي البروتوكولات والإجراءات التي تتبناها المؤسسات المالية، مثل البنوك وشركات التأمين والخدمات المالية، للتحقق من هوية عملائها في مراحل التعامل المختلفة.
وقد شارك موسييلاك تجربته هذه عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، مؤكدًا أن أي نظام للتحقق يعتمد على الصور أو صور السيلفي بات الآن ضربًا من الماضي، نظرًا لقدرة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بالصور الثابتة ومقاطع الفيديو على حد سواء ببراعة فائقة.
وقد بلغ جواز السفر الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي من الإتقان درجة سمحت له بتجاوز عمليات التحقق الأساسية لأنظمة "اعرف عميلك" التي تستخدمها منصات التكنولوجيا المالية الرائدة مثل "ريفولت" و"بينانس".
وقد سلط موسييلاك الضوء على الثغرات الكامنة في أنظمة التحقق من الهوية الرقمية الحالية، والتي تعتمد بشكل كبير على تقنيات مطابقة الصور.
وعلى النقيض من أساليب التزوير التقليدية التي تتطلب وقتًا وجهدًا ومهارات متخصصة، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي جعل هذه العملية أسرع وأكثر فعالية بشكل ملحوظ، متجاوزًا الأدوات القديمة مثل برنامج "فوتوشوب" في سهولة الاستخدام والنتائج المقنعة.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق