في خطوة تعزز من زخم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، كشف مختبر "تونغ يي" (Tongyi Lab) التابع لعملاق التكنولوجيا الصيني "علي بابا" عن إطلاق أحدث نماذجه المفتوحة المصدر لتوليد الفيديو، Wan2.2. يَعِد هذا النموذج الجديد بتقديم قدرات سينمائية متقدمة وحركة عالية الدقة، سواء في تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو أو الصور إلى مشاهد متحركة.
يتميز نموذج Wan2.2 ببنية فريدة تعتمد على "خبيرين" متخصصين يعملان بتناغم: يتولى الأول مهمة بناء المشهد العام وإطاره الأساسي، بينما يركز الثاني على إضافة التفاصيل الدقيقة والصغيرة، مما يضمن كفاءة النظام وقدرته على إنتاج مخرجات عالية الجودة.
وقد أظهرت النتائج الأولية تفوقًا واضحًا للنموذج على أبرز منافسيه في الساحة العالمية، بما في ذلك نماذج شهيرة مثل Seedance، وHailuo، وKling، وحتى نموذج Sora الذي أحدث ضجة واسعة. وتجلى هذا التفوق في عدة جوانب رئيسية، أبرزها الجودة البصرية والجماليات، ودقة عرض النصوص داخل الفيديو، والتحكم المتقدم في حركة الكاميرا.
ويعود هذا التطور النوعي إلى البيانات الضخمة التي تم تدريب النموذج عليها، حيث استُخدمت صور بنسبة 66% أكثر ومقاطع فيديو بنسبة 83% أكثر مقارنة بالإصدار السابق (Wan2.1). هذا التدريب المكثف مكّن النموذج من التعامل بكفاءة أكبر مع الحركة والمشاهد المعقدة، وفهم أعمق للجماليات السينمائية.
ولمزيد من التمكين للمبدعين، يتيح النموذج للمستخدمين إمكانية إجراء تعديلات دقيقة على جوانب الفيديو المختلفة، مثل الإضاءة، وتدرج الألوان، وزوايا الكاميرا، مما يمنحهم سيطرة شبه كاملة تضاهي الأدوات السينمائية الاحترافية لإنتاج المقطع النهائي.
إن هذا الإطلاق لا يمثل مجرد تقدم تقني، بل هو جزء من توجه استراتيجي أوسع. فالزخم الصيني في مجال المصادر المفتوحة لا يقتصر على النماذج اللغوية مثل GLM-4.5، بل يمتد ليشمل كافة أدوات الذكاء الاصطناعي. ففي الوقت الذي لا تزال فيه المختبرات الغربية تتجادل حول جدوى النماذج المغلقة مقابل المفتوحة، تعمل نظيرتها الصينية بخطى متسارعة على بناء منظومة ذكاء اصطناعي موازية ومفتوحة المصدر بالكامل، وهو ما قد يخلق "تأثيرات شبكية" قوية قد تحدد في النهاية المسار الذي سيعتمده المطورون في جميع أنحاء العالم.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق