في تطور لافت، ورغم تحقيقها نموًا مذهلاً في المبيعات بلغ 69% خلال الربع الأخير، وهو رقم قياسي بحد ذاته، أبدت شركة إنفيديا (Nvidia)، عملاق تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، قلقها العميق من التداعيات المحتملة للتوتر التكنولوجي المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين على مستقبل أعمالها.
وفقًا لتقرير لوكالة رويترز، فإن الشركة التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي عالميًا، لم تُخفِ مخاوفها من أن هذا الصراع بين القوتين الاقتصاديتين قد يعصف بمكاسبها ويعرقل مسيرتها.
اعترافات وتحديات جديدة:
لأول مرة، أقرت إنفيديا صراحةً بأن القيود المفروضة على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر القادمة من الصين، مثل Deepseek و Qwen، قد تنعكس سلبًا على عملياتها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أشارت الشركة إلى أن القوانين الأمريكية التي تهدف إلى حظر تكنولوجيا المركبات المتصلة الصينية قد أثرت بالفعل على قطاع رقائق السيارات لديها، وهو قطاع كان قد بدأ لتوه في الازدهار.
تصريحات الرئيس التنفيذي ورؤيته الاستراتيجية:
في سياق متصل، وخلال مكالمة مع المحللين، انتقد جين هوانغ (Jensen Huang)، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، القيود الجديدة على الصادرات التي فُرضت في أبريل الماضي، والتي تمنع الشركة من بيع شريحتها H20 المصممة خصيصًا للسوق الصينية. وقد وصف هوانغ هذه الشريحة بأنها "نقطة انطلاق حيوية نحو النجاح العالمي".
وأوضح هوانغ رؤيته قائلاً: "القضية ليست ما إذا كانت الصين ستمتلك الذكاء الاصطناعي – فهي تمتلكه بالفعل. السؤال الجوهري هو ما إذا كان أحد أكبر أسواق الذكاء الاصطناعي في العالم سيعمل على منصات أمريكية." وأضاف: "يجب أن تهدف ضوابط تصدير الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز قوة المنصات الأمريكية، لا أن تدفع بنصف مواهب الذكاء الاصطناعي في العالم نحو أحضان المنافسين."
وشدد على ضرورة أن "تظل المنصات الأمريكية هي الخيار المفضل للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. وهذا يتطلب دعم التعاون مع أبرز المطورين على مستوى العالم، بما في ذلك المطورون في الصين. ففي النهاية، أمريكا هي الرابحة عندما تعمل نماذج مثل DeepSeek و Qwen بأفضل شكل ممكن على بنيتها التحتية."
التداعيات المالية للقيود:
تجدر الإشارة إلى أن هذه القيود لم تكن بلا ثمن. فقد كشفت إنفيديا عن خسارة مبيعات بقيمة 2.5 مليار دولار خلال الربع المالي الأول المنتهي للتو بسبب قيود التصدير، وتتوقع الشركة أن تتكبد خسائر إضافية قد تصل إلى 8 مليارات دولار في مبيعات الربع الثاني.
نظرة مستقبلية:
تُظهر هذه التطورات كيف أن النجاح المذهل لإنفيديا والريادة التكنولوجية التي حققتها لا يزالان مرهونين بالديناميكيات الجيوسياسية المعقدة. وبينما تواصل الشركة الابتكار وتحطيم الأرقام القياسية، يبقى مستقبل عملاق الرقائق معلقًا بقدر كبير على كيفية إدارة هذه التوترات والتنقل في مشهد عالمي دائم التغير.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق