"خرائط جوجل" تستكشف حدود الذكاء الاصطناعي: هل تسمح لها بمسح لقطات شاشتك لتسهيل رحلاتك؟

 

"خرائط جوجل" تستكشف حدود الذكاء الاصطناعي: هل تسمح لها بمسح لقطات شاشتك لتسهيل رحلاتك؟


في خطوة قد تثير نقاشًا حول التوازن بين الراحة والخصوصية، بدأت جوجل في دمج قدرة جديدة ضمن تطبيق "خرائط جوجل" الشهير، موجهة بشكل مبدئي لمستخدمي أجهزة آيفون. هذه الميزة، التي تعتمد على قوة الذكاء الاصطناعي، تطرح سؤالًا جوهريًا: هل أنت مستعد لمنح التطبيق إذنًا بالوصول إلى لقطات شاشتك بهدف تبسيط تخطيط تنقلاتك وحفظ أماكنك المفضلة؟


بدأت هذه الإضافة في الظهور تدريجيًا لمستخدمي آيفون داخل الولايات المتحدة، وتتيح لهم، كما أوضح تقرير لموقع "lifehacker"، استخلاص المواقع مباشرة من لقطات الشاشة وإضافتها إلى قوائمهم المحفوظة في الخرائط. تعتمد جوجل في هذه العملية على نظامها المتطور للذكاء الاصطناعي "جيميني"، الذي يقوم بتحليل الصور وتحديد الأماكن المذكورة فيها بدقة.


كيف تعمل هذه التقنية الجديدة؟


بعد تحديث التطبيق، سيلاحظ المستخدمون ظهور خيار جديد يحمل اسم "لقطات الشاشة" ضمن تبويب "أنت" (You) داخل "خرائط جوجل". من هنا، يُطلب من المستخدم منح التطبيق الإذن اللازم للوصول إلى مكتبة الصور، سواء كان ذلك عبر منح وصول كامل أو من خلال تحديد صور معينة يدويًا.


في حال تفعيل خيار المسح التلقائي، يصبح الأمر بسيطًا: كل ما عليك فعله هو التقاط لقطة شاشة لأي مكان يثير اهتمامك – قد يكون اسم مطعم شهير، عنوان فندق تخطط لزيارته، أو حتى صورة لواجهة مقهى جذاب. عند عودتك إلى تطبيق "خرائط جوجل"، ستجد إشعارًا يعلمك بوجود أماكن جديدة تم التعرف عليها من لقطات الشاشة الأخيرة. يمكنك حينها مراجعة هذه الاقتراحات واختيار ما ترغب في إضافته إلى قائمتك الشخصية.


ولأولئك الذين يولون اهتمامًا أكبر لخصوصية بياناتهم، توفر جوجل بديلًا يتمثل في إمكانية تحميل لقطات الشاشة يدويًا إلى التطبيق ليتم مسحها وتحليلها، دون الحاجة لمنح وصول شامل ومستمر إلى كامل مكتبة الصور.


معضلة الذكاء الاصطناعي والخصوصية


رغم الفوائد العملية الواضحة التي تقدمها هذه الميزة، إلا أنها تفتح الباب مجددًا أمام النقاش الدائم حول مدى أمان وخصوصية بيانات المستخدمين. السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تستحق سهولة إضافة المواقع ببضع نقرات أقل المخاطرة بمنح تطبيق مثل "خرائط جوجل" إذنًا بفحص محتوى صورك الشخصية؟


ينصح خبراء الأمان الرقمي بالتعامل مع مثل هذه الميزات بحذر، خاصة بالنسبة للمستخدمين الذين قد لا يحتاجون إلى هذه الوظيفة بشكل دائم. ويؤكدون على أهمية مراجعة إعدادات الخصوصية بشكل دوري على الجهاز والتحكم في الصلاحيات الممنوحة لكل تطبيق.


من جانبها، أكدت جوجل أن هذه الميزة ستشق طريقها لاحقًا إلى أجهزة أندرويد، مع وجود خطط لتوسيع نطاق توفرها عالميًا. وحتى ذلك الحين، يبدو أن عملاق البحث يسير على حبل مشدود، محاولًا إيجاد التوازن الدقيق بين تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات مبتكرة، والحفاظ على ثقة المستخدمين في هذا العصر الرقمي الذي تزداد فيه الحساسية تجاه قضايا الخصوصية.


 تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق