في تحول لافت يضع "أبل" في صدارة مُصنّعي الهواتف الذكية من حيث التحكم في سلسلة التوريد، يبرز هاتف iPhone 16e كلاعب محوري. هذا الجهاز، الذي يمثل ترقية ملحوظة عن iPhone SE 3 ويقدم تجربة iPhone 16 الأساسية مع بعض التنازلات، يحمل في داخله قصة جديدة تُروى عن مدى اعتماد "أبل" على مكوناتها الخاصة.
فبينما كان أداء iPhone 16e يكتنفه الغموض، كشف تحليل حديث صادر عن شركة "كاونتربوينت" المتخصصة في أبحاث السوق عن طلب قوي عليه، والأهم من ذلك، عن تركيبة داخلية فريدة تجعله متميزًا عن بقية تشكيلة "أبل".
يشارك iPhone 16e شاشة iPhone 16 بنفس القياس البالغ 6.1 بوصة ويعملان بذات الشريحة القوية A18، كما يدعمان تقنية Apple Intelligence الثورية. إلا أن "أبل" ارتأت تقديم تصميم عصري ولكنه يعتمد على النوتش التقليدي بدلًا من الجزيرة الديناميكية الأحدث، واكتفت بكاميرا خلفية واحدة في هذا الإصدار الاقتصادي. كما يفتقد الهاتف زر التحكم المخصص للكاميرا وتقنية الشحن اللاسلكي MagSafe، على الرغم من احتفاظه بزر التشغيل.
لكن المفاجأة الكبرى التي كشفت عنها "كاونتربوينت" هي أن iPhone 16e ساهم بشكل كبير في تفوق "أبل" على منافسيها في الربع الأول من عام 2025، والأهم من ذلك، أنه أول هاتف من "أبل" يتم تزويده بمودم داخلي الصنع.
وتعمقت "كاونتربوينت" في تحليل مكونات الجهاز لتكشف عن حقيقة مذهلة: iPhone 16e يحتوي على نسبة مكونات مصنعة داخليًا تفوق أي هاتف آخر في تشكيلة "أبل" الحالية، حيث يتم تصنيع ما يقرب من 40% من مكونات هذا الهاتف بواسطة "أبل" نفسها. وبالمقارنة، فإن نسبة المكونات المصنعة داخليًا في iPhone 16 لا تتجاوز 29%، بينما تبلغ 31% في iPhone SE 3.
بالإضافة إلى المودم الجديد C1 المصمم خصيصًا من "أبل"، يتميز iPhone 16e أيضًا بأجزاء داخلية مُصمّمة خصيصًا لمعالجة البيانات وإدارة الطاقة بكفاءة. وقد ساهم هذا المودم الجديد وحده في توفير حوالي 10 دولارات في تكلفة إنتاج كل جهاز.
ويبدو أن هذا التركيز على المكونات المصممة داخليًا، جنبًا إلى جنب مع المواصفات الأكثر بساطة، هو ما مكّن "أبل" من طرح iPhone 16e بسعر ابتدائي جذاب يبلغ 599 دولارًا، أي أقل بـ 200 دولار من سعر iPhone 16 الأساسي.
ويشير المحللون إلى أن زيادة نسبة المكونات المصممة داخليًا تمنح "أبل" سيطرة أكبر على عملية تصنيع iPhone 16e، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على تجربة المستخدم من خلال تحسين التكامل والأداء.
وعلى الرغم من أن مودم C1 قد لا يضاهي التطور التكنولوجي لمودم Qualcomm Snapdragon X71 5G الموجود في سلسلة iPhone 16، إلا أنه أثبت كفاءة في توفير سرعات تحميل وتنزيل أفضل في معظم سيناريوهات الاستخدام، بالإضافة إلى كونه أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، مما أتاح مساحة لبطارية أكبر في تصميم iPhone 16e.
ختامًا، قد يكون iPhone 16 هو الهاتف "الأفضل" على الورق من الناحية التقنية، ولكن بفضل النسبة الأكبر من المكونات المصممة خصيصًا من "أبل"، يبرز iPhone 16e كخطوة استراتيجية تعزز من مكانة "أبل" في سوق الهواتف الذكية وتمنحها مزيدًا من التحكم في مستقبل أجهزتها.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق