سباق محموم نحو "TSMC" الأمريكية: عمالقة الرقائق يتحصنون ضد ضربة ترامب الجمركية

 

سباق محموم نحو "TSMC" الأمريكية: عمالقة الرقائق يتحصنون ضد ضربة ترامب الجمركية


في مشهد بالغ الدلالة على إعادة تشكيل تحالفات صناعة الرقائق، تتسابق كبرى شركات أشباه الموصلات، وعلى رأسها "إنفيديا"، لحجز مقاعد مبكرة في مصنع "TSMC" الجديد المقام على الأراضي الأمريكية في ولاية أريزونا. الدافع وراء هذا التوجه الاستراتيجي؟ محاولة استباق شبح الرسوم الجمركية التي لوّح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الرقائق، في محاولة لإنعاش التصنيع المحلي.


فبينما كانت كلفة الإنتاج في الولايات المتحدة تمثل عائقًا أمام بعض الشركات في الماضي، يبدو أن التهديد الوشيك بفرض ضرائب على الرقائق المستوردة قد قلب الموازين، ودفع هذه الشركات إلى التوجه نحو مصنع "TSMC" الأمريكي، حتى وإن كانت أسعاره أعلى من نظيراتها في الخارج، وذلك وفقًا لتقارير موقع "phonearena".


قانون العرض والطلب يرفع الأسعار:


وكما هو متوقع في أبسط قواعد الاقتصاد، فإن تزايد الطلب في ظل محدودية الطاقة الإنتاجية يؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار. وهذا ما نشهده حاليًا في سوق تصنيع الرقائق المتقدمة. فمن المتوقع أن ترفع "TSMC" أسعار تصنيع الرقائق بتقنيات النانو المترية الدقيقة مثل 2 نانومتر - التي تقدر تكلفتها الحالية بنحو 30 ألف دولار للرقاقة الواحدة - بزيادة تقارب 50% مقارنة بأسعار تقنية 3 نانومتر عند إطلاقها قبل عامين فقط.


الصين خارج حلبة المنافسة المتقدمة:


على الجانب الآخر من المعادلة، تجد الشركات الصينية مثل "SMIC" صعوبة بالغة في اللحاق بركب تصنيع الرقائق المتطورة. السبب الرئيسي لهذا التخلف يكمن في العقوبات الأمريكية الصارمة التي تحظر عليها الحصول على معدات الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية (EUV) الضرورية لتصنيع رقائق بأحجام أقل من 7 نانومتر. ورغم نجاح "SMIC" في إنتاج معالج Kirin 9000 بتقنية 7 نانومتر لهواتف "هواوي"، إلا أن هذه التقنية لا تزال متأخرة بثلاثة أجيال كاملة عن أحدث ما تنتجه "TSMC" و"سامسونغ".


"هواوي".. عودة مقيدة بطوق العقوبات:


حاولت "هواوي" الالتفاف على هذه القيود بالتعاون مع "SMIC" لتصنيع رقائقها، لكن القيود التكنولوجية المفروضة على الأخيرة تجعل "هواوي" عاجزة عن منافسة الشركات الأخرى التي تستعد بالفعل لإطلاق هواتف برقائق 2 نانومتر خلال العام الجاري. وكنتيجة مباشرة، من المرجح أن تؤثر هذه الفجوة التقنية سلبًا على قدرة "هواوي" التنافسية في الأسواق العالمية.


"أبل" تُعيد حساباتها لتجنب التكاليف الباهظة:


أما شركة "أبل"، التي كانت تخطط في الأصل لاستخدام تقنية 2 نانومتر في معالجات A19 وA19 Pro التي ستُشغل هواتف iPhone 17، فقد اضطرت إلى إعادة النظر في خططها. وبدلًا من ذلك، يبدو أنها ستركز على اعتماد الجيل الثالث من تقنية 3 نانومتر، وذلك في محاولة لخفض التكاليف المتوقعة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار تقنية 2 نانومتر الحديثة. هذا القرار يكشف عن مدى حساسية حتى أكبر الشركات التقنية لتقلبات أسعار تصنيع الرقائق المتقدمة وتأثيرها على استراتيجيات منتجاتها المستقبلية.


 تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق