مع ظهور نتائج الإحصائيات الأخيرة في الولايات المتحدة، يبدو أن العد التنازلي قد بدأ بالفعل لنظام التشغيل ويندوز 10. فقد أظهرت الأرقام تحولاً ملحوظاً في تفضيلات المستخدمين، حيث تجاوز ويندوز 11 سلفه من حيث الانتشار، ليصبح بذلك النظام المهيمن في السوق الأميركية. هذا التحول يمثل إيذاناً ببداية أفول نجم النظام الذي تربّع على عرش أنظمة التشغيل خلال السنوات القليلة الماضية.
فوفقاً لبيانات دقيقة صادرة عن موقع "Statcounter"، شهدت حصة ويندوز 11 في السوق الأميركية قفزة نوعية من 42% في شهر فبراير الماضي إلى 54% بحلول شهر مارس. وفي المقابل، انكمشت حصة ويندوز 10 بشكل ملحوظ من 66% إلى 44% خلال الفترة الزمنية نفسها، مما يعكس تسارع وتيرة تبني النظام الأحدث.
ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته شركة "مايكروسوفت" لوقف الدعم الفني عن ويندوز 10 في الرابع عشر من أكتوبر عام 2025، يتوقع أن تتصاعد وتيرة هذا التحول بشكل أكبر. هذا الموعد يمثل حافزاً قوياً للمستخدمين للإسراع في عملية الانتقال إلى النظام الأحدث، على الرغم من بعض التحفظات التي لا تزال قائمة لدى البعض.
إلا أن عملية الانتقال إلى ويندوز 11 لا تخلو من التحديات لجميع المستخدمين. فالمتطلبات التقنية للنظام الجديد، والتي تتضمن معالجات حديثة، وذاكرة وصول عشوائي أكبر، ووحدة TPM 2.0، تشكل عائقاً حقيقياً أمام شريحة واسعة من مستخدمي الأجهزة القديمة. هذا الأمر يثير موجة من القلق وعدم الارتياح بين هؤلاء المستخدمين الذين يجدون أنفسهم أمام خيارين صعبين: إما ترقية أجهزتهم أو التخلي عن التحديثات الأمنية الهامة.
ويتكرر هنا السيناريو المعهود الذي شهدته عمليات الانتقال بين أنظمة التشغيل السابقة، بدءاً من ويندوز XP مروراً بويندوز 7 وصولاً إلى ويندوز 10، حيث أبدى العديد من المستخدمين في البداية نوعاً من التردد أو المقاومة تجاه النظام الأحدث. ولكن في هذه المرة، تبدو الأسباب أكثر ارتباطاً بالقيود التقنية المفروضة، وليست مجرد نفور فطري من التغيير.
فشركة "مايكروسوفت" تفرض قيوداً صارمة على تثبيت ويندوز 11 على الأجهزة التي لا تستوفي الحد الأدنى من المتطلبات، حتى وإن تمكن المستخدمون من تثبيته بطرق غير رسمية، مما قد يعرض أجهزتهم لمخاطر أمنية أو عدم استقرار في الأداء.
في المقابل، قدمت "مايكروسوفت" حلاً بديلاً لمستخدمي ويندوز 10 الذين لا يستطيعون الترقية، وهو خيار الاشتراك السنوي المدفوع لمواصلة تلقي التحديثات الأمنية بعد أكتوبر 2025. قد يكون هذا الخيار مناسباً لأولئك الذين يواجهون قيوداً مادية أو تقنية تمنعهم من الترقية إلى النظام الأحدث.
تبرز وحدة TPM (النظام الأساسي الموثوق) كأحد أبرز الميزات الأمنية في ويندوز 11. هذه الوحدة المتكاملة توفر طبقة حماية إضافية للنظام من خلال التحقق من سلامة البرامج عند الإقلاع وتشفير البيانات الحساسة، مما يزيد من صعوبة اختراق النظام أو التلاعب به، خاصة في ظل التزايد المطرد للتهديدات الرقمية على مستوى العالم.
وعلى الرغم من التقدم الملحوظ الذي يشهده تبني ويندوز 11 في السوق الأميركية، لا يزال الوضع مختلفاً في مناطق أخرى من العالم. ففي أوروبا، لا يزال ويندوز 10 يحتفظ بالصدارة بحصة سوقية تبلغ 55%، مقابل 42% لويندوز 11، مما يشير إلى أن وتيرة الانتقال هناك أبطأ. أما في قارة آسيا، فلا يزال أكثر من 60% من المستخدمين يعتمدون على نظام التشغيل القديم، مما يطرح تحديات إضافية أمام شركة "مايكروسوفت" في سعيها لتعميم نظامها الأحدث على مستوى العالم.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق