شهد السوق الأمريكي مؤخرًا موجة جدل واسعة بعد بروز تطبيق اجتماعي حديث يُدعى "نيون"، والذي انطلق بقوة ليصل إلى المركز الثاني في متجر تطبيقات "أبل". ما زاد الجدل حول التطبيق هو عرضه مغريات مالية للمستخدمين مقابل تسجيل مكالماتهم الهاتفية، ثم بيع هذه التسجيلات لشركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي.
يعتمد "نيون" على تحويل كل دقيقة اتصال بين مستخدميه إلى أرباح تصل إلى 30 سنتًا للدقيقة، وحد أقصى قدره 30 دولارًا يوميًا، متعهدًا بأن المستخدم يمكنه تحقيق دخل سنوي كبير عبر هذه الآلية البسيطة. وعلى الرغم من أن التطبيق يشدد على أنه لا يسجل سوى صوت المستخدم ما لم يكن الطرف الآخر أيضًا مستخدمًا، إلا أن ذلك لم يمنع تصاعد المخاوف بشأن الطريقة التي تُباع بها التسجيلات بشكل مباشر للشركات التقنية بهدف تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين تقنياتها.
خبراء القانون نبهوا إلى أن التطبيق يستغل ثغرات في قوانين التنصت ببعض الولايات الأمريكية، حيث يكتفي بموافقة طرف واحد فقط على التسجيل، ما يجعل جمع البيانات الصوتية أكثر سهولة دون ضوابط كافية. في المقابل، يحذر خبراء الأمن الرقمي من الخطورة الفعلية لهذا الأسلوب، خاصة أن الأصوات المسجلة قد تُستخدم في عمليات انتحال الهوية أو كمادة أولية لصنع مكالمات وهمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما ينذر بمخاطر كبيرة على خصوصية المستخدمين وسلامتهم الرقمية.
هذه القضية أعادت للأذهان سوابق وبرامج أثارت جدلاً في الماضي، عندما لجأت شركات كبرى إلى سلوكيات مشابهة لجمع بيانات المستخدمين دون علمهم أو بمقابل مادي بسيط، إلا أن الجديد هذا المرة أن المستخدمين يقبلون بتسليم بياناتهم الصوتية مقابل المال بشكل مباشر وواعٍ، في ظل تزايد حضور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية. وحتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح من مؤسس التطبيق "أليكس كيام" حول موجة الانتقادات، بينما يؤكد محللون أن صعود "نيون" السريع يعكس تحولًا في نظرة البعض نحو الخصوصية الرقمية أمام الإغراءات المالية، غير مدركين غالبًا للعواقب الخطيرة المحتملة لهذا التنازل.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق