في ضربة جديدة تؤكد حجم التحديات التي تواجهها، تلقت شركة آبل ضربة موجعة أخرى في حرب المواهب الشرسة في عالم الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أن خسرت خبيرًا رابعًا لصالح منافستها اللدودة "ميتا". هذه الحلقة الجديدة في مسلسل "نزيف العقول" تهدد بزعزعة استقرار فريق تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية في الشركة، وتثير تساؤلات جدية حول مستقبل مشاريعها الطموحة.
فقد أفاد تقرير جديد نشرته وكالة بلومبرغ الأمريكية بأن المهندس بوين زانغ، وهو عضو رئيسي في فريق النماذج التأسيسية (Foundational Models) في آبل، قد غادر الشركة حديثًا للانضمام إلى "ميتا". ويأتي رحيل زانغ بعد أشهر قليلة من انتقال عدد من زملائه، أبرزهم رئيس الفريق نفسه، رومينغ بانغ، في خطوة هزت أركان الفريق.
إغراءات ميتا المالية التي لا تقاوم
تسعى "ميتا" بكل قوة لتعزيز وحدة الذكاء الاصطناعي الفائق "Superintelligence Labs"، وهي الوحدة التي تعمل على تطوير نماذج قادرة على أداء مهام بمستوى يعادل الذكاء البشري أو حتى يتفوق عليه. ولتحقيق هذا الهدف، تستخدم "ميتا" إغراءات مالية ضخمة لاستقطاب أفضل العقول في هذا المجال.
وبحسب التقرير، فإن "ميتا" تُغري مهندسي الذكاء الاصطناعي بعروض خيالية تشمل رواتب أساسية مرتفعة، ومكافآت توقيع ضخمة، وحصصًا كبيرة من أسهم الشركة. ويُقال إن العرض الذي قُدم لرئيس الفريق السابق "بانغ" قد تجاوز 200 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق رواتب معظم موظفي آبل باستثناء كبار المديرين التنفيذيين. وكان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، قد أكّد في وقت سابق أن "ميتا" عرضت مكافآت انضمام وصلت وحدها إلى 100 مليون دولار لبعض المهندسين، في استعراض للقوة المالية التي تستخدمها لاستقطاب خبراء من آبل وOpenAI وأنثروبيك.
تداعيات داخلية في آبل: تباطؤ المشاريع وتدهور الروح المعنوية
في المقابل، تبدو محاولات آبل للتصدي لهذا النزيف خجولة، حيث اكتفت بزيادات طفيفة في رواتب فريق النماذج الأساسية، وهي زيادات تظل أقل بكثير من العروض التي تقدمها "ميتا".
ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار هجرة الخبراء إلى إبطاء وتيرة تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل آبل بشكل كبير. وتأتي هذه المخاوف في ظل إعلان الشركة بالفعل عن تأجيل طرح بعض مزايا "Apple Intelligence" في المساعد الصوتي "سيري" (Siri) إلى عام 2026.
وتشير مصادر داخلية، بحسب بلومبرغ، إلى أن هذه التطورات أدت إلى تدهور الروح المعنوية داخل فريق النماذج الأساسية، حيث بدأ عدد من المهندسين بالبحث بشكل جاد عن فرص عمل لدى شركات منافسة، في حين يسعى مسؤولو آبل جاهدين إلى طمأنة الموظفين المتبقين بشأن التزام الشركة بمواصلة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي داخليًا.
إعادة هيكلة وخطة بديلة.. هل تتخلى آبل عن طموحاتها؟
في محاولة لاحتواء الأزمة، بدأت آبل في إعادة هيكلة فرق الذكاء الاصطناعي، حيث يشرف الآن كل من كريغ فيدريغي، رئيس قطاع البرمجيات، ومايك روكويل، قائد تطوير نظارة Vision Pro، على هذا القطاع الحيوي.
والأخطر من ذلك، ظهرت تقارير تفيد بأن الشركة تدرس بجدية الاعتماد على نماذج خارجية من شركات مثل "أنثروبيك" أو "OpenAI" لتطوير نسخة متقدمة من "Siri"، في ظل تعثر جهودها لتطوير نماذجها الخاصة بالسرعة المطلوبة، مما يمثل تحولاً استراتيجيًا كبيرًا قد يعني تخليها الجزئي عن طموحاتها في هذا المجال.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق