في خطوة تُعدّ دفعةً كبيرة وسط ضغوط متزايدة، أعلنت أوبن آي وأوراكل عن إبرام اتفاق ضخم لبناء مراكز بيانات بقدرة إجمالية تبلغ 4.5 غيغاواط ، في إطار مشروع "ستارغيت" الطموح. يأتي هذا التوقيع بعد تقرير صادر عن وول ستريت جورنال كشف عن خلافات داخلية وتباطؤ في وتيرة المشروع، مع تقليص الطموحات الأصلية بعد ستة أشهر فقط من الإعلان عنه.
قفزة في البنية التحتية، لكنها لا تُخفي التصدّعات
يُوسع هذا الاتفاق حجم البنية التحتية الحالية لمراكز البيانات في الولايات المتحدة إلى أكثر من 5 غيغاواط ، في إشارة إلى أن المشروع لا يزال يسير على الورق. وقال سام آلتمان ، الرئيس التنفيذي لأوبن آي، إن "ستارغيت" سيُوسّع نطاقه "بشكل كبير" وراء التقديرات الأولية التي تناهز 500 مليار دولار .
وبحسب الاتفاق، ستوفر أوراكل بنية تحتية تُقدّر قيمتها بـ 30 مليار دولار سنويًا ، وتُعادل من حيث القوة الحوسبية "سدَّي هوفر معًا" — مصطلح رمزي يعكس الضخامة الهائلة للمشروع، ويعكس الطموح الجبار في دعم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة.
خلافات تهدد الحلم
لكن وراء الأرقام المبهرة، تلوح في الأفق سحابة من التوترات . فقد كشف تقرير "وول ستريت جورنال" أن أوبن آي وسوفت بنك قد دخلا في جمود تام حول اختيار المواقع وشروط الشراكة، ما دفع إلى تقليص خطط 2025 إلى موقع واحد فقط بدلًا من سلسلة مراكز كانت مزمعة.
رغم ذلك، تؤكد أوبن آي أن العمل جارٍ في موقع أبيلين، تكساس ، حيث بدأت أوراكل في توصيل رفوف خوادم Nvidia GB200 ، وبثّت بالفعل أحمال تدريب أولية — ما يُعدّ دليلًا ملموسًا على تقدّم فعلي، ولو محدود.
ماسك يُهاجم: "ليست لديهم الأموال"
وسط هذه التطورات، عاد إيلون ماسك ليُكرّر انتقاده الحاد، مُعلّقًا على تقرير الجورنال بجملة قصيرة قاسية:
"إنهم ببساطة لا يملكون المال."
إشارته تأتي في سياق تشكيكه المتكرر في قدرة سوفت بنك على تمويل مشروع بهذا الحجم، خاصة بعد سلسلة استثمارات ضخمة لم تُحقق العائد المتوقع.
من الأرقام الخيالية إلى الواقع المرير
في يناير الماضي، قدّم شركاء "ستارغيت" — أوبن آي، أوراكل، وسوفت بنك — أرقامًا تُشبه الخيال: مئات الغيغاواط، تريليونات الدولارات، ثورة في حوسبة الذكاء الاصطناعي .
لكن الواقع اليوم يبدو أكثر تعقيدًا: خلافات مالية، تباين في الرؤى، وتباطؤ في التنفيذ .
الاتفاق مع أوراكل يُعدّ نجاحًا تكتيكيًا كبيرًا لأوبن آي، ويدلّ على قدرتها على جذب شركاء تنفيذيين أقوياء. لكنه في الوقت نفسه يُبرز الهشاشة في التحالف الاستراتيجي مع سوفت بنك ، الشريك المفترض الذي كان من المفترض أن يُموّل الحلم.
ستارغيت: حلمٌ ما زال قيد الاختبار
في النهاية، يبقى مشروع "ستارغيت" رهانًا على المستقبل. فهل سيُصبح العمود الفقري للذكاء الاصطناعي العالمي؟ أم سينتهي كواحد من أضخم المشاريع التي تُهدّها الخلافات قبل أن تُبنى؟ الأرقام تُدهش، لكن النتائج وحدها ستُثبت ما إذا كان هذا "الباب النجمي" سيُفتح فعليًا… أم سيبقى مغلقًا في وجه الطموح.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق