ميسترال تحوّل "Le Chat" إلى مساحة عمل ذكية: بحث عميق، أوامر صوتية، وتحرير متقدم للصور في تحديث واحد

في خطوة استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بقدرات مساعدها الذكي، كشفت شركة ميسترال (Mistral AI) الفرنسية عن تحديث ضخم لروبوت الدردشة الخاص بها "Le Chat"، ليتحول من مجرد واجهة للمحادثة إلى مساحة عمل متكاملة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ويعتمد هذا التحديث على دمج مجموعة من نماذج ميسترال المتخصصة، مثل نموذج Voxtral لمعالجة الصوت ونموذج Magistral للمنطق والاستنتاج، مما يمنح "Le Chat" قدرات متعددة الأوجه تتجاوز ما تقدمه روبوتات الدردشة التقليدية.

البحث العميق: من سؤال بسيط إلى تقرير متكامل

تُعد ميزة "البحث العميق" (Deep Research Mode) هي الإضافة الأبرز في هذا التحديث، وهي تمثل استجابة ميسترال المباشرة للميزات المماثلة في أدوات الذكاء الاصطناعي المنافسة مثل ChatGPT و Gemini. يتيح هذا الوضع للمستخدمين طرح أسئلة معقدة، ليقوم الروبوت بتقسيمها إلى عناصر فرعية، والبحث في مصادر متعددة عبر الإنترنت، ثم يعود بتقرير منظم ومتكامل يتضمن مراجع واضحة. وتُعد هذه الأداة مثالية للمستخدمين الذين يحتاجون إلى لمحة سريعة أو مراجع أولية حول مواضيع جديدة دون الحاجة إلى التحقق الدقيق من كل التفاصيل.

تفاعل متعدد الوسائط: صوت وصورة بلمسة ذكية

يدعم روبوت Le Chat الآن إدخال الأوامر صوتيًا، بالاعتماد على نموذج Voxtral الصوتي المتطور الذي أطلقته الشركة مؤخرًا. وقد صُممت هذه الميزة لتوفير استجابة سريعة وتفاعل طبيعي، مما يسمح للمستخدمين بتدوين الملاحظات أو إجراء جلسات عصف ذهني بمجرد التحدث إلى الروبوت.

وعلى صعيد الصور، حصلت أداة التحرير على تحسينات كبيرة، حيث أصبح بإمكان المستخدمين الآن تعديل الصور التي تم إنشاؤها عبر أوامر نصية لاحقة، مثل إزالة عناصر معينة أو تغيير مشهد الخلفية مع الحفاظ على العناصر الأساسية، وتستند هذه الأداة إلى نموذج Kontext الذي طورته شركة Black Forest Labs.

تنظيم المشاريع: مساحة عمل لكل فكرة

لربط كل هذه القدرات معًا، أطلقت ميسترال ميزة جديدة باسم "المشاريع" (Projects). تتيح هذه الميزة للمستخدمين تنظيم محادثاتهم وملفاتهم وإعداداتهم ضمن مساحات عمل مستقلة، مع حفظ الأدوات المستخدمة تلقائيًا وإمكانية رفع الملفات، مما يجعلها مناسبة لإدارة المشاريع الكبيرة نسبيًا بكفاءة.

وتؤكد هذه التحديثات مجتمعةً على رؤية ميسترال الطموحة، والتي لا تقتصر على منافسة النماذج اللغوية الكبيرة فحسب، بل تهدف إلى إنشاء بيئة عمل ذكية ومتكاملة تعيد تعريف كيفية تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي.