اخر الاخبار

جاك دورسي يضخ 10 ملايين دولار لبناء "إنترنت شعبي" بعيدًا عن سطوة الشركات

 

جاك دورسي يضخ 10 ملايين دولار لبناء "إنترنت شعبي" بعيدًا عن سطوة الشركات


في خطوة تبدو وكأنها محاولة للتكفير عن "خطئه الأصلي"، يضخ جاك دورسي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لتويتر، 10 ملايين دولار لدعم مؤسسة غير ربحية جديدة، هدفها ليس أقل من إعادة تخيل الإنترنت وتأسيس شبكات تواصل اجتماعي مفتوحة المصدر، بعيدًا عن هيمنة الشركات الكبرى والمعلنين.


هذه المؤسسة، التي تحمل اسمًا بسيطًا وعميقًا هو "وأشياء أخرى"، تمثل أحدث وأجرأ محاولات دورسي لقيادة ثورة ضد النموذج المركزي الذي ساهم هو نفسه في بنائه.


فلسفة الندم.. ورؤية جديدة

يأتي هذا الحراك الجديد تتويجًا لنقد ذاتي عميق ومستمر من قبل دورسي، الذي عبّر مرارًا عن أسفه لتحول "تويتر" إلى شركة تسعى للربح بدلاً من أن يكون بروتوكولًا مفتوحًا للجميع. وفي أولى حلقات بودكاسته الجديد "revolution.social"، أعاد تقييم تجربته قائلاً: "كان من الخطأ أن تُدار تويتر كمؤسسة هدفها الربح، لو كانت بروتوكولاً مفتوحاً، لكان بإمكان الجميع البناء عليها بحرية".


وانتقد دورسي التأثير الكبير للمعلنين على قرارات المنصة، وهو ما اعتبره "أكبر خطأ ارتكبته تويتر والإنترنت بشكل عام"، مشيرًا إلى أن هذا النموذج أجبر المنصات على خدمة مصالح المعلنين بدلاً من خدمة الحوار العام.


جيش من المتمردين وأدوات للتحرر

لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، جمع دورسي فريقًا من الشخصيات البارزة في عالم التقنية واللامركزية، يضم إيفان هينشو-بلاث، أول موظف في تويتر، و**"كالي"** مبتكر منصة النقد الرقمي "كاشو"، وأليكس جليسون، رئيس الهندسة السابق في منصة Truth Social.


لا تطمح هذه المجموعة لتأسيس شركة تقليدية، بل تعمل كمجتمع من المطورين و"الهاكرز" الذين يهدفون إلى خلق بيئة رقمية أكثر حرية. وكما قالت هينشو-بلاث: "نحن لا نبني شركة، بل نطوّر تقنيات تسمح للناس بامتلاك أدواتهم الخاصة".


وتستند جهودهم إلى بروتوكولات مفتوحة مثل Nostr و ActivityPub (الأخيرة تُستخدم في تشغيل تطبيق "Mastodon")، وتدعم مشاريع مبتكرة مثل تطبيق "شكسبير" الذي يمكّن المستخدمين من بناء تطبيقاتهم الاجتماعية الخاصة، وتطبيق "heynow" للملاحظات الصوتية، ومحفظة "Cashu" الرقمية.


ما بعد "بلو سكاي": بحث عن اللامركزية الحقيقية

رغم دعمه السابق لمشروع "بلو سكاي" الذي انطلق من تويتر كمبادرة لبناء شبكة لامركزية، يرى دورسي الآن أن المشروع لا يزال أسيرًا للضغوط التقليدية لأنه ممول من رأس المال المغامر، وهو ما يفرض عليه في النهاية أهدافًا تجارية.


وأوضح رؤيته قائلاً: "أقدّر الفريق، لكن لا أتفق مع البنية المؤسسية. أريد شيئًا مفتوحًا مثل بيتكوين، لا تملكه أي جهة".


ولا تقتصر جهود المؤسسة على بناء التطبيقات، بل تعمل أيضًا على وضع "ميثاق حقوق" لمنصات التواصل الاجتماعي، يحدد الحقوق الأساسية للمستخدمين في مجالات مثل الخصوصية، والشفافية، والحكم الذاتي، وقابلية نقل البيانات بين المنصات.


وفي وقت يتصاعد فيه الجدل حول هيمنة المنصات الكبرى، قد يكون جاك دورسي – الذي ساهم يومًا في ولادة أحد أكبر عمالقة التواصل – هو نفسه من يقود الآن حركة لإعادة الإنترنت إلى أيدي الناس، لا الشركات.


 تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق