في لحظة تاريخية ستسجلها كتب وول ستريت، حطّمت شركة إنفيديا كل الأرقام القياسية، لتصبح أول شركة في العالم على الإطلاق تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 4 تريليونات دولار. هذا الإنجاز لا يمثل مجرد معلم مالي، بل هو إعلان رسمي عن تتويج ملك جديد في عصر التكنولوجيا، مدفوعًا بالطلب العالمي النهم على الرقاقات الإلكترونية التي أصبحت بمثابة القلب النابض لثورة الذكاء الاصطناعي.
فقد ارتفعت أسهم الشركة الأمريكية يوم الأربعاء بنسبة 2.4% لتصل إلى 164 دولارًا للسهم الواحد، في ظل زخم لا يمكن إيقافه نحو التقنيات الداعمة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعلى رأسها ChatGPT.
من بطاقات الألعاب إلى "نفط العصر الجديد"
قبل ثماني سنوات فقط، كانت قيمة سهم إنفيديا لا تتجاوز 1% من سعره الحالي، وكان نموها آنذاك مدفوعًا بشكل أساسي بالمنافسة المحتدمة مع شركة AMD لتقديم أفضل بطاقات الرسومات لعالم الألعاب. لكن الثورة الحقيقية جاءت مع بزوغ فجر الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي حوّل رقاقات إنفيديا من مكون متخصص للاعبين إلى ما يصفه المحللون اليوم بـ "الذهب والنفط الجديد"، أي أنها أصبحت الركيزة الأساسية التي لا غنى عنها في الثورة الصناعية الرابعة.
هذا التحول الاستراتيجي هو ما دفع الشركة إلى تحقيق قفزات خيالية، حيث كسرت حاجز التريليون دولار لأول مرة في يونيو 2023، لتصل إلى هذا الرقم القياسي الجديد في أقل من عامين، في وتيرة نمو لم يشهدها التاريخ الحديث.
صعود صاروخي يتحدى الاضطرابات السياسية
لم يكن هذا الصعود خاليًا من التحديات. ففي شهر أبريل الماضي، تراجعت أسهم الشركة بشكل حاد بسبب الاضطرابات التي أحدثتها الحرب التجارية المتصاعدة التي يقودها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. ولكن، في دلالة واضحة على قوة الدفع الهائلة لقطاع الذكاء الاصطناعي، استعادت الشركة قوتها بسرعة، وواصلت الارتفاع لتحطم هذا المستوى التاريخي.
وتُعد هذه القفزة الهائلة مؤشرًا قويًا على ثقة المستثمرين الراسخة بمستقبل الذكاء الاصطناعي، وهي ثقة تبدو أكبر من أي غموض يكتنف السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية الحالية.
هذا النجاح الساحق عزز من مكانة الشركة ورئيسها التنفيذي، جنسن هوانغ، الذي بات يُنظر إليه على نطاق واسع ليس فقط كرائد أعمال ناجح، بل كأحد المهندسين الرئيسيين الذين يشكلون ملامح المستقبل التقني للبشرية.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق