اخر الاخبار

انطلاق "آش": أول نموذج أساسي للذكاء الاصطناعي مُخصص للصحة النفسية

 

انطلاق "آش": أول نموذج أساسي للذكاء الاصطناعي مُخصص للصحة النفسية


في عصر باتت فيه المحادثات مع الروبوتات بديلًا شائعًا عن التحدث إلى إنسان، تُطرح إحدى أكثر الأسئلة إلحاحًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون صديقًا نفسيًا موثوقًا؟


الإجابات حتى الآن كانت مختلطة. فبينما يلجأ الملايين إلى الدردشة مع الذكاء الاصطناعي طلبًا للنصيحة أو الراحة، تبقى النتائج متقلبة: أحيانًا يُوهمك النموذج أنك على حق دومًا، فيُغذّي انغلاقك. وأحيانًا يقدم نصائح خاطئة، بل وخطيرة.


لكن الآن، تظهر بارقة أمل جديدة: "آش" (Ash) ، منصة مجانية طوّرتها شركة Slingshot AI ، لا تُقدّم نفسها كطبيب نفسي افتراضي، بل كـرفيق استماع ذكي ، صُمّم بعناية فائقة ليكون حاضرًا في اللحظات التي تحتاج فيها إلى التأمل، لا إلى الإجابة.


ليس مجرد دردشة عابرة… بل بنية سريرية

ما يميّز "آش" هو أنها لا تعتمد على نموذج لغوي عام تدرّب على كل ما في الإنترنت. بل بُنيت من الصفر باستخدام بيانات سريرية متخصصة ، وبإشراف خبراء في علم النفس والعلاج السلوكي. وقد ساهم في تطويرها نيل باريك، رائد الأعمال الذي ساهم في إطلاق علامة Casper للمراتب قبل عقد من الزمن، ويُعدّ "آش" خطوته الأهم في عالم الصحة الرقمية.


الشركة، التي جمعت حتى الآن 93 مليون دولار من مستثمرين كبار مثل Radical Ventures وa16z ، نجحت في جذب أكثر من 50 ألف مستخدم ، ليس كتجربة تقنية، بل كمساحة آمنة للانفتاح.


الذكاء الاصطناعي لا يُشخّص… بل يُسجّل ويُشجّع

"آش" لا تُقدّم تشخيصات، ولا تُنافس المعالج البشري. بدلاً من ذلك، تُشجّع المستخدم على استكشاف أفكاره ومشاعره ببطء، بأسلوب يشبه الجلسات العلاجية الموجّهة، دون ضغط، دون أحكام، وبتمهّل.


هل تشعر بالقلق؟ تُساعدك على تتبع مصادره.

هل تمرّ بأزمة هوية؟ تطرح أسئلة تُعيدك إلى نفسك.

هل تحتاج فقط إلى من يستمع؟ فـ"آش" لا تنقطع، ولا تُقاطع، ولا تُملّ.


تحذير ضروري: ليست بديلاً عن المختص

يُصرّ الفريق وراء المنصة على نقطة جوهرية: "آش" ليست مناسبة في الأزمات. لا يمكنها استبدال العلاج البشري، ولا ينبغي الاعتماد عليها عند التفكير بالإيذاء أو الانهيار النفسي.


لكن في المقابل، تكمن قيمتها الحقيقية في كَسْر الحاجز الأول. فربما يجد المستخدم في "آش" مساحة آمنة يبدأ فيها الحديث عن نفسه — وربما، فقط ربما، يقوده هذا الحديث إلى اتخاذ قرار شجاع: الاتصال بمعالج بشري.


المستقبل: ذكاء اصطناعي يُفهم، لا يُقلّد

"آش" ليست مجرد تطبيق. إنها محاولة جريئة لإعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية: ليس كأداة للإجابة، بل كمساحة للتفكير. ليست كطبيب، بل كيدٍ تُمدّ لك في الظلام.


 تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق