شهدت أسواق الأسهم العالمية يوم الاثنين موجة من التفاؤل، لا سيما في قطاعي التكنولوجيا والرقائق الإلكترونية، وذلك في أعقاب التوصل إلى تفاهم بين الولايات المتحدة والصين يقضي بتعليق مؤقت لفرض رسوم جمركية جديدة كانت تهدد بتصعيد النزاع التجاري بينهما.
وكانت أسهم شركات التكنولوجيا، وبشكل خاص صانعي أشباه الموصلات والهواتف الذكية، قد عانت ضغوطاً كبيرة في الفترة الماضية. فالشبح المتنامي للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم ألقى بظلاله على استقرار سلاسل الإمداد العالمية، مثيراً مخاوف المستثمرين من تضرر كبرى الشركات، لا سيما الأمريكية منها.
إلا أن المحادثات التي جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بين المفاوضين الأمريكيين والصينيين، والتي أفضت إلى هدنة جمركية مؤقتة، جاءت بمثابة نسمة هواء منعشة للمستثمرين، مانحةً القطاع دفعة قوية للأمام، كما أبرزت شبكة "CNBC".
صدى إيجابي في أوساط صناعة الرقائق:
في الولايات المتحدة، تجاوبت أسهم شركات أشباه الموصلات بشكل فوري وإيجابي. فعلى سبيل المثال، سجلت أسهم "إنفيديا"، رغم استمرار بعض القيود المفروضة على صادراتها للصين، ارتفاعاً ملحوظاً قارب 4% في تداولات ما قبل الافتتاح. ولم تكن "إيه إم دي" بعيدة عن هذا الزخم، حيث قفزت أسهمها بنحو 5%، وتبعتها أسهم شركات كبرى أخرى مثل "برودكوم" و"كوالكوم" بتحقيق مكاسب مماثلة. وامتدت هذه الموجة الإيجابية لتشمل شركات أخرى ضمن منظومة توريد أشباه الموصلات.
وعلى الصعيد الدولي، شهدت الأسهم الأمريكية لعملاق صناعة الرقائق التايواني "TSMC" ارتفاعاً بنسبة 4% تقريباً قبل بدء التداول الرسمي، في حين كانت أسهمها المحلية في تايوان قد أغلقت قبل الإعلان عن الاتفاق. وفي أوروبا، تفاعلت أسهم شركة "ASML" الهولندية، المورد الرئيسي لمعدات تصنيع الرقائق المتقدمة، بشكل إيجابي مسجلةً نمواً بنسبة 4.5% في مستهل التعاملات، كما شهدت أسهم شركة "Infineon" الألمانية ارتفاعاً قوياً.
يأتي هذا الانتعاش رغم أن بعض منتجات أشباه الموصلات والإلكترونيات كانت قد حصلت على إعفاء مؤقت من الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقاً، مع تلميح أمريكي بأن هذا الإعفاء قد لا يدوم.
انعكاسات على عمالقة التكنولوجيا:
لم يقتصر القلق السابق على صانعي الرقائق، بل امتد ليشمل عمالقة التكنولوجيا ذوي الارتباطات الوثيقة بالسوق الصيني، مثل "أبل" و"أمازون"، والذين واجهت أسهمهم تحديات خلال العام.
"أبل"، التي لا تزال تعتمد على الصين لتصنيع الغالبية العظمى (حوالي 90%) من هواتف آيفون، كانت قد أشارت مؤخراً إلى أن الرسوم الجمركية قد تضيف ما يقارب 900 مليون دولار إلى تكاليفها في الربع الحالي. ومع إعلان الهدنة، ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 6%.
وبالمثل، شهدت أسهم "أمازون"، التي يعتمد عدد كبير من البائعين على منصتها على استيراد المنتجات من الصين، قفزة تجاوزت 8% في تداولات ما قبل السوق.
كما استفادت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى المدرجة في البورصات الأمريكية من هذا المناخ الإيجابي، حيث سجلت أسهم عمالقة التجارة الإلكترونية "علي بابا" و"جيه دي.كوم"، بالإضافة إلى شركة الإنترنت "بايدو"، ارتفاعات ملحوظة.
نظرة مستقبلية:
يرى المحللون أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لمزيد من التحسن. وفي هذا السياق، أشار دانيال آيفز، رئيس أبحاث التكنولوجيا العالمية في "ويدبوش للأوراق المالية"، إلى أن "وضوح المسار نحو اتفاق أوسع بين الولايات المتحدة والصين يفتح الباب أمام احتمالية تحقيق مستويات قياسية جديدة للسوق وأسهم التكنولوجيا في عام 2025". وأضاف أن تركيز المستثمرين سينصب على متابعة تطورات المحادثات التجارية خلال الأشهر القادمة.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق