في تحول خفي في سياساتها، يبدو أن منصة بث الموسيقى والصوت الشهيرة ساوند كلاود قد عدّلت شروط استخدامها دون ضجة كبيرة، لتمنح الشركة الضوء الأخضر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على المقاطع الصوتية التي يرفعها المستخدمون إلى المنصة.
وقد لفت انتباه خبير أخلاقيات التكنولوجيا، إد-نيوتن ريكس، تضمين أحدث نسخة من شروط ساوند كلاود لبند جديد يمنح المنصة إذنًا صريحًا لاستخدام محتوى المستخدمين بهدف "إعلام أو تدريب أو تطوير" قدرات الذكاء الاصطناعي.
وتنص الشروط المعدلة، التي تم تحديثها آخر مرة في السابع من فبراير الماضي، بوضوح على ما يلي: "أنت توافق صراحةً على إمكانية استخدام محتواك لإعلام أو تدريب أو تطوير أو كمدخلات لتقنيات أو خدمات الذكاء الاصطناعي أو الذكاء الآلي كجزء من الخدمات ولتقديمها"، وذلك حسب ما ورد في تقرير نشره موقع TechCrunch المتخصص في تغطية أخبار التكنولوجيا.
ومع ذلك، تستثني هذه الشروط المحتوى الخاضع لـ "اتفاقيات منفصلة" مع أصحاب الحقوق من جهات خارجية، وعلى رأسها شركات التسجيلات الكبرى. والجدير بالذكر أن ساوند كلاود لديها بالفعل العديد من اتفاقيات الترخيص مع شركات إنتاج مستقلة وناشرين موسيقيين بارزين، بما في ذلك يونيفرسال ميوزيك ومجموعة وارنر ميوزيك.
وينسجم هذا التوجه مع الاعتماد المتزايد لساوند كلاود، شأنها في ذلك شأن العديد من المنصات الكبرى التي تستضيف محتوى المستخدمين، على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جوانب مختلفة من عملياتها.
ففي العام الماضي، أعلنت ساوند كلاود عن تعاونها مع ما يقرب من اثني عشر مزودًا لتقديم أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي على منصتها، بهدف تسهيل عمليات إعادة التوزيع (الريمكس) وإنشاء أصوات جديدة.
وفي منشور لها على مدونتها في خريف العام الماضي، أكدت ساوند كلاود أن هؤلاء الشركاء سيتمكنون من الوصول إلى حلول متطورة للتعرف على المحتوى، وذلك "لضمان حصول أصحاب الحقوق على التقدير والتعويض المناسبين". كما تعهدت الشركة بالالتزام بممارسات أخلاقية وشفافة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على احترام حقوق المبدعين.
ويُلاحظ أن عددًا من منصات استضافة المحتوى ومواقع التواصل الاجتماعي قد قامت بتعديل سياساتها في الأشهر الأخيرة، بهدف السماح لجهات خارجية باستخدام محتوى المستخدمين في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
ففي أكتوبر الماضي، قامت منصة إكس (تويتر سابقًا) المملوكة لإيلون ماسك بتحديث سياسة الخصوصية الخاصة بها، لتمنح شركات خارجية إمكانية تدريب الذكاء الاصطناعي على منشورات المستخدمين. وقبل ذلك، في سبتمبر، عدّلت منصة لينكدإن شروط استخدامها للسماح لها بجمع بيانات المستخدمين لأغراض التدريب. وفي ديسمبر، بدأت منصة يوتيوب بالسماح لجهات خارجية بتدريب الذكاء الاصطناعي على مقاطع الفيديو التي ينشئها المستخدمون.
وقد أثارت العديد من هذه الخطوات ردود فعل غاضبة واستياء واسع النطاق من جانب المستخدمين، الذين يرى الكثير منهم أن سياسات تدريب الذكاء الاصطناعي يجب أن تستند إلى موافقة مسبقة وصريحة من المستخدمين (نظام الاشتراك الاختياري)، وليس إلى نظام يعتمد على ضرورة قيام المستخدم بالاعتراض لاحقًا (نظام إلغاء الاشتراك). ويجادل العديد من المستخدمين أيضًا بأحقيتهم في الحصول على تقدير مالي ومعنوي مقابل مساهماتهم القيمة في مجموعات البيانات الضخمة التي تُستخدم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق