في خضم تعقيدات المشهد التجاري الدولي وما يفرضه من تحديات متجددة، يبدو أن شركة سامسونغ تتخذ خطوات استباقية لمواجهة التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
فخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة اليوم للإعلان عن نتائجها المالية للربع الأول من عام 2025، أكدت سامسونغ أنها تدرس بجدية خيار نقل بعض خطوط إنتاجها كإجراء استراتيجي للتخفيف من الأعباء المالية التي قد تنجم عن هذه الرسوم.
يبدو هذا التوجه منطقيًا بالنظر إلى الطبيعة العالمية لعمليات التصنيع لدى سامسونغ، والتي تجعلها عرضة بشكل خاص لأي تغييرات مفاجئة في السياسات التجارية الدولية، وذلك كما أشار إليه تقرير نشره موقع "phonearena".
تحول محتمل في خارطة التصنيع: من فيتنام إلى الهند؟
أفادت سامسونغ بأن فكرة نقل مواقع تصنيع بعض منتجاتها، وخاصة الهواتف الذكية الموجهة للسوق الأمريكية، باتت خيارًا مطروحًا على طاولة النقاش.
يُذكر أن العديد من هواتف سامسونغ التي تصل إلى المستهلكين في الولايات المتحدة حاليًا يتم إنتاجها في فيتنام. إلا أن التحدي يكمن في الرسوم الجمركية الكبيرة التي فرضتها أمريكا على البضائع القادمة من فيتنام، والتي تصل إلى نسبة 46%.
وقد أشارت تقارير أولية غير رسمية إلى أن سامسونغ قد تتجه لنقل إنتاج هذه الوحدات تحديدًا إلى الهند، حيث يبلغ معدل التعريفة الجمركية نسبة أقل بكثير، تقدر بـ 26%.
ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذا القرار لم يُتخذ بعد بشكل نهائي. وفي الواقع، تم تعليق تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يومًا (مع استمرار تطبيق تعريفة عالمية أساسية بنسبة 10%) لإتاحة الفرصة للحكومات المعنية للتفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة.
فيما يلي ملخص سريع لمعدلات التعريفة الجمركية الرئيسية التي تم تناولها:
* فيتنام: 46%.
* الهند: 26%.
* التعريفة العالمية الأساسية: 10% (سارية المفعول خلال فترة التعليق).
ولا يقتصر هذا التفكير في إعادة توزيع الإنتاج على قطاع الهواتف المحمولة فحسب. فقد أفادت الأقسام الأخرى في سامسونغ المسؤولة عن تصنيع أجهزة التلفزيون والشاشات والأجهزة المنزلية بأنها تدرس أيضًا إمكانية نقل بعض مصانعها لتجنب الآثار السلبية المحتملة للرسوم الجمركية الجديدة.
في الوقت نفسه، يُركز فريق الهواتف المحمولة في سامسونغ بشكل مكثف على زيادة مبيعات هواتفه الرائدة للحفاظ على مستويات ربحية جيدة في ظل هذه الظروف المتغيرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاستراتيجية ليست حكرًا على سامسونغ وحدها. فقد تبنت شركات تقنية عملاقة أخرى، مثل آبل، نهجًا مشابهًا يقوم على تنويع مواقع التصنيع على مدى سنوات عديدة بهدف إدارة المخاطر المتعلقة بالتجارة العالمية وسلاسل التوريد المعقدة.
ويبدو أن هذا التوجه سيصبح سمة بارزة في عالم التكنولوجيا بالنسبة للشركات التي تبيع منتجاتها في السوق الأمريكية، مما يسلط الضوء على التحدي الذي تواجهه هذه الشركات في تحقيق التوازن بين خفض التكاليف والتعامل مع القواعد التجارية الدولية التي تتسم بعدم اليقين والتقلب المستمر.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق