في تحرك يهدف إلى تعزيز أرباحها في ظل صعود ملحوظ لسهمها، تستعد منصة سبوتيفاي، الرائدة عالميًا في مجال بث الموسيقى، لتعديل هيكلة أسعار اشتراكاتها في عشرات الأسواق العالمية خلال صيف هذا العام.
تشير تقارير صحفية، استنادًا إلى مصادر مطلعة، إلى أن الشركة السويدية تخطط لزيادة تقدر بيورو واحد للاشتراكات الفردية في مناطق متفرقة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، ومن المتوقع أن يبدأ تطبيق هذه الزيادات في وقت مبكر من شهر يونيو القادم.
المثير للاهتمام أن هذه التغييرات لن تطال الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر أسواق سبوتيفاي، خلال هذا الصيف. ويُذكر أن خدمة البث قد سبق لها تعديل الأسعار في السوق الأمريكية في يوليو من العام الماضي.
يأتي هذا التوجه في سياق مطالبات مستمرة من مسؤولين تنفيذيين في صناعة الموسيقى لشركات مثل سبوتيفاي وآبل ميوزك وغيرها من منصات البث بضرورة رفع الأسعار، مشيرين إلى أن وتيرة الزيادات كانت أبطأ من معدلات التضخم، وأن قيمة الخدمة المقدمة لا تزال منخفضة مقارنة باشتراكات خدمات بث الفيديو مثل نتفليكس.
على الرغم من الزيادات الأخيرة، لا يزال سعر الاشتراك الشهري في سبوتيفاي بالولايات المتحدة يبلغ 11.99 دولارًا، مقارنة بـ 9.99 دولارًا عند إطلاق الخدمة في البلاد قبل 14 عامًا.
وقد بدأت سبوتيفاي بالفعل خطوات أولية نحو رفع الأسعار في بعض الدول بشكل تدريجي خلال الأسابيع الأخيرة، مثل هولندا ولوكسمبورغ. وأكد مصدر مطلع أن هذه التحركات ستشهد تسارعًا ملحوظًا خلال الصيف المقبل.
تتزامن هذه الخطوة مع فترة تشهد تباطؤًا في وتيرة النمو السريع الذي شهدته صناعة الموسيقى على مدى العقد الماضي، حيث انخفض نمو الإيرادات العالمية في هذا القطاع إلى النصف في العام الماضي، وفقًا لبيانات صادرة عن مجموعة IFPI، التي تمثل أكثر من 8 آلاف شركة موسيقى في 70 دولة.
وفي سياق متصل، كانت شركات البث، بما فيها سبوتيفاي، تدرس إمكانية فرض رسوم إضافية مقابل الحصول على وصول مبكر إلى الأعمال الموسيقية الجديدة، وذلك بحسب مصادر مطلعة على هذه المناقشات. ويعكس هذا التوجه سعي صناعة الموسيقى للاستفادة من قاعدة المعجبين الأكثر شغفًا بفنانيهم المفضلين.
أضافت المصادر أن هذه الشركات كانت تفكر أيضًا في منح المشتركين في فئة "سوبر بريميوم" أو "الفئة فائقة التميز" إمكانية الوصول المبكر إلى تذاكر الحفلات الموسيقية.
وكانت صحيفة فاينانشيال تايمز قد ذكرت سابقًا أن سبوتيفاي تدرس إطلاق فئة "سوبر بريميوم" بتكلفة إضافية تقدر بنحو 6 دولارات، بالإضافة إلى الرسوم الشهرية الحالية البالغة 11 دولارًا في الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تختلف تفاصيل هذه الاشتراكات المتميزة بين المنصات الرئيسية، وفقًا لعدد من المديرين التنفيذيين المشاركين في هذه المناقشات. وتستعد شركات أخرى مثل آبل وأمازون ويوتيوب أيضًا لإطلاق نسخ متميزة من خدمات بث الموسيقى الخاصة بها.
ومع ذلك، حذر هؤلاء الأشخاص من أن هذه الخطط لا تزال قيد الدراسة وقابلة للتغيير.
يثير هذا التوجه تساؤلات المراقبين حول رد فعل المستهلكين تجاه فكرة دفع المزيد من المال، بعد أن اعتادوا على الوصول إلى مكتبة عالمية من الموسيقى مقابل حوالي 10 دولارات شهريًا على مدى العقد الماضي.
وفي هذا السياق، علّق مارك موليغان، المحلل في شركة MIDiA Research، قائلًا: "هل يبحث الناس عن شيء جديد حقًا؟"، وأضاف: "يبدو الأمر أشبه بالحاجة إلى عنصر جذب حقيقي في الفئة فائقة التميز. وهذا العنصر قد يكون: إذا كنت ترغب في الاستماع إلى الموسيقى قبل أي شخص آخر، فأنت بحاجة إلى هذه الفئة المتميزة للغاية."
يُشار إلى أن أسهم سبوتيفاي شهدت ارتفاعًا بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، وذلك بالتزامن مع تحقيق المجموعة لأرباح ونمو في أعداد المشتركين. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نتائج أرباحها يوم الثلاثاء المقبل.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق