في إنجاز يبعث الأمل ويفتح آفاقًا جديدة، ابتكر علماء صينيون جهازًا ثوريًا قابلًا للارتداء يعتمد على قوة الذكاء الاصطناعي ليمنح المكفوفين وضعاف البصر القدرة على التجول في العالم بثقة واستقلالية تامة، دون الحاجة إلى الاعتماد المستمر على مساعدة الآخرين.
هذا النظام المبتكر، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة نشرتها دورية "Nature Machine Intelligence" المرموقة، يستخدم توليفة فريدة من الفيديو، والاهتزازات اللمسية الذكية، والإشارات الصوتية الموجزة لتزويد المستخدمين بتوجيهات آنية ودقيقة أثناء حركتهم.
يتألف الجهاز من ثلاثة مكونات رئيسية تعمل بتناغم تام: كاميرا دقيقة، ومعالج ذكاء اصطناعي فائق السرعة، وسماعات متطورة تعتمد على تقنية التوصيل العظمي، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة شينخوا الصينية.
تُثبّت الكاميرا بذكاء بين حاجبي المستخدم لتلتقط بثًا مباشرًا لما يراه العالم أمامه. يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه المشاهد في جزء من الثانية، ليُرسل بعدها تعليمات صوتية قصيرة وواضحة عبر السماعات. والميزة الفريدة هنا هي أن هذه التعليمات لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة به، مما يحافظ على وعيه الكامل بمحيطه السمعي.
ولتعزيز مستوى الأمان والدعم، يرتدي المستخدم حساسات رفيعة وأنيقة على معصميه. تعمل هذه الحساسات على اكتشاف أي عقبات قريبة قد لا تكون الكاميرا قد رصدتها بعد. فإذا اقترب المستخدم من حائط أو أي جسم يعيق طريقه، يهتز المعصم المقابل للجهة التي يوجد بها العائق، لينبهه بشكل فوري إلى ضرورة تغيير اتجاهه وتفادي الاصطدام.
وقد تم تطوير هذا النظام الرائد بجهود مشتركة بين فريق من الباحثين المتميزين من جامعة شنغهاي جياو تونغ، ومختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، وجامعة شرق الصين للمعلمين، وجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى المختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي بجامعة فودان.
يتميز هذا الجهاز بتصميمه الذكي الذي يراعي راحة المستخدم، فهو خفيف الوزن وصغير الحجم، ومُصمّم خصيصًا ليتم ارتداؤه طوال اليوم دون أي شعور بالعبء أو الإرهاق، مما يتيح للمستخدمين التحرك بحرية وطبيعية في مختلف البيئات.
وقد خضع هذا النظام لاختبارات عملية ناجحة في الصين، حيث شارك فيها 20 متطوعًا من ضعاف البصر. والمثير للإعجاب أن معظم المستخدمين تمكنوا من استخدام الجهاز بسلاسة وثقة بعد فترة تدريب قصيرة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة فقط، وذلك وفقًا لنتائج الدراسة.
وفي الوقت الحالي، يستطيع النظام التعرف بدقة على 21 عنصرًا شائعًا في البيئات اليومية، بما في ذلك الأسرّة، والطاولات، والكراسي، والمغاسل، وأجهزة التلفزيون، وحتى أنواع مختلفة من الأطعمة. ويطمح الباحثون إلى توسيع قدرات التعرف لدى الجهاز بشكل كبير في المستقبل القريب، ليشمل نطاقًا أوسع من الأشياء والتحديات التي قد يواجهها المكفوفون وضعاف البصر في حياتهم اليومية.
تابع موقعنا tech1new.com انضم إلى صفحتنا على فيسبوك و متابعتنا على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، أو أضف tech1new.com إلى موجز أخبار Google الخاص بك للحصول على تحديثات إخبارية فورية ومراجعات وشروحات تقنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق